الحمد لله في الفترة الأخيرة في كل بقاع العالم، يعود الملايين الي دين الفطرة، ليسوا فقط كمعتنقين للإسلام بل كدعاة له، و أصبحوا موضع الهام لأنهم من عالم يشوه فيه الإسلام عمدا، و يغيب فيه أي شعاع معرفة عنه قصدا ، فاختيارهم للإسلام عن قناعة بلا أي تأثير مادى او فكرى، بل علي النقيض فكل الأسباب ضد ان يفكر او يتصور المرء في هذه الاصقاع ان يكون أحد اتباع هذا الدين ، كل ذلك كان ملهما في حد ذاته لنا كمسلمين ولدا علي الإسلام.
العائدون و ليس المتحولون. (Reverted not Converted)
و من الهامهم أيضا أنهم لا يطلقون علي من اعتنق الإسلام بانهم متحولون ( Converted ) بل يطلقون لفظ العائدين ( Reverted ) . فالإسلام هو الأصل، و لو انحرف او انجرف الإنسان عنه فإنه عائد اليه.
الإسلام رحلة الي الله:
و من الهامهم انهم يشرحون للعائدين كيفية تعلم و تطبيق فرائض الدين بان الإسلام هو رحلة، و لابد للرحلة من وقت و مراحل تتعلم خلالها لتصل الي الله، و ان الانسان يحبو ثم يتعلم الوقوف و المشي و بعدها يمكن أن يهرول . فمن الخطأ طلب الهرولة من طفل يحبو ..و للأسف هذا ما يحدث ممن ولدوا مسلمين ، فتجدهم يطلبون ممن عاد توا الي الله ان يفقه و يطبق الإسلام بحذافيره من اول لحظة، و هذا مناف للعقل و المنطق. فحبذا لو قابلوا ممن ولدوا مسلمين بنفس المعاملة و المنطق من التائبين من أقرنائهم ممن كانوا على معصية فارشدوهم بمبدأ الرحلة او بمبدأ الرضيع الذي يحبو حتى يشتد عوده فيشرع في المشي و الهرولة في طريق رحلته الي الله.
المسجد هو المركز:
و من الهامهم التجمع في كيانات ، المسجد هو مركزه ، و فيه يتم استضافة العشرات - من أصحاب الشرائع و الأفكار المختلفة- يوميا للتوعية و فتح طاقات نور وسط دخان اعلام مغرض او جاهل او مغيب،؛ سرعان ما ينجلي عن عودة العديد منهم الي نور الله .
العائدون فرضوا انفسهم:
و لقد فطن قادة العالم الي هذا النسيج المميز و الممتد و المؤثر في المجتمع ، بعد أن كانوا فرادى او أفراد اغلبهم من المهاجرين لا يظهر لهم إثر او تأثير ، فأعطوا اهتماما ظهر جليا في الحرص علي الاحتفال و الاحتفاء بشهر رمضان و عيد الفطر المبارك.، كما ظهر في حرب روسيا و أوكرانيا حاجة كل فريق الي استمالة المسلمين للي جانبهم عبر الاحتفاء بهم و بمناسباتهم، حتى وصل الأمر الي كيل اتهام الجانبين لبعضهم البعض الي الإساءة الي المسلمين و انه الجانب المدافع عنهم الحافظ لحقوقهم.
لا شك أنه كان لدعاة العرب و مسلمي اسيا تأثيرا في عودة الكثير الي واحة الإسلام، الا ان اسلام أصحاب البلاد الأصليين كان له عظيم الأثر خاصة أن معظمهم ذو ثقافة عالية و مكانة في اقرانه و الأهم من ذلك انه عاد الي الله علي علم و دراسة بلغت بعضهم عدة سنوات حتى يستقر ذلك إيمانا في قلبه، ايمانا نعجب له نحن من ولدنا علي الإسلام.
و كل ذلك أن دل فإنه يدل هلي عالمية هذا الدين و ليس دين العرب كما يدعون، و انه دين الفطرة و انه دين توازن العقل و القلب و الجسد ،
بقي علينا نحن المسلمين في بلاد الإسلام ان نستلهم هذه الدروس لنلحق بالركب و لا ان نحرق سفن العائدين الي الله بمشاحنات و جدال سفسطائي نظري ، و ان لم نفعل اخشي ان نقع تحت طائلة قانون (و ان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم).
و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل.
شارك برايك :